أبوقراط يكتشف الأسبرين!!

 


 


 


 


أبوقراط يكتشف الأسبرين!!


 


 


قال لي بعد أن ابتلع قرصين من الأسبرين للتخلص من صداع شديد يعتريه بين الفترة والأخرى: هنالك سؤال يطرح نفسه عليّ طوال الوقت.


 


 قلت: ما هو؟


 


*  أنا كما تعلم مصاب بالشقيقة.


 


  ــ أعلم.


 


  *وعندما تأتيني نوبة الشقيقة أشعر أن العالم قد انتهى.


 


ــ   معك حق.


 


*  وعندما أتناول الأسبرين أشعر أنه من أكبر النعم التي أعطاها الله للإنسان لأنني وخلال دقائق أشعر أنني عدت إلى الحياة من جديد.


 


 ــ  هذا صحيح! ولكن ما هو السؤال الذي يطرح نفسه عليك؟


 


*  السؤال هو كيف كان الناس في قديم الزمان يداوون الصداع لديهم؟


 


 ــ  سؤال مشروع!


 


*  أعلم أنه سؤال مشروع ولكن ما هو جوابك عليه؟


 


  ــ الناس في قديم الزمان كانوا يداوون صداعهم وآلامهم بنفس الطريقة الذي داويت بها صداعك.


 


 * ماذا تعني؟


 


 ــ أعني أنهم كانوا يتخلصون من الألم بالأسبرين!


 


 * وهل كانوا يعرفون الأسبرين؟


 


  ــ طبعاً!


 


 * ومتى تم اكتشاف الأسبرين؟


 


 ــ حسب الأوراق الرسمية لبراءة الاختراع فإن الأسبرين تم اكتشافه  في السادس من آذار عام 1889 للميلاد!


 


*  وكيف تقول إذاً إن القدماء كانوا يداوون آلامهم بالأسبرين؟


 


 ــ  إذا وضعنا (أوراق براءة الاختراع) جانباً، فإن المكتشف الحقيقي للأسبرين كان (أبوقراط) الطبيب الإغريقي العظيم المعروف اليوم بــ (أبي الطب).


 


 * ومتى عاش أبقراط؟


 


ــ  ولد في عام 460 قبل الميلاد وتوفي في عام 377 قبل الميلاد.


 


 * وهل كان الأسبرين يباع في الصيدليات فعلاً في تلك الفترة؟!


 


ــ  ما رأيك أن أخبرك بقصة ابتكار الأسبرين من أوّلها؟


 


* لمَ لا؟


 


  ــ  لقد ترك (أبوقراط) سجلاً حافلاً من الأدوية التي كان ينصح باستخدامها لتسكين الألم. وأحد أهم هذه الأدوية (التي كانت في تلك الفترة عبارة عن أعشاب) كان لحاء وأوراق شجر الصفصاف أو ما يعرف عند بعض الناس باسم (الكينا). وقد ذكر (أبوقراط) في مؤلّفاته أن استخدام هذه الأقسام من النبات يؤدي إلى تسكين الألم والصداع ويخفض الحرارة بشكل واضح.


 


* وأين الأسبرين في كل هذا؟


 


 ــ  الأسبرين هو هذا!


 


  * كيف؟


 


ــ   يا أخي أنت (بصلتك محروقة) لماذا لا تصبر قليلاً؟


 


 * تفضل.


 


 ــ  في عام 1828 قام البروفسور (بوشنر) من كلية الصيدلة بجامعة ميونيخ باستخراج بلورات صغيرة تشبه الإبر في شكلها من نبات الصفصاف، ودعاها (الساليسين). ثم قام الدكتور (ليرو) من فرنسا بتحسين هذه البلورات وحصل على كمية مقدارها 30 غراماً من مادة (الساليسين) كخلاصة لــ 1،5 كيلوغرام من لحاء الصفصاف. ثم قام الكيميائي الإيطالي (بيريا) في عام 1838 باستخراج مادة دعاها (حمض الساليسيليك) وهي تعتبر تنقية لمادة (الساليسين). وكان هذا الحمض يؤدي إلى ألم شديد في المعدة لدى مستخدميه إلى أن استطاع الكيميائي الفرنسي (غردهارت)  في عام 1853 تعديل هذه المادة من خلال إنتاج (ساليسيلات الصوديوم) التي كانت أخف وطأة على المعدة. ولكن (غردهارت) فقد اهتمامه لسبب ما بابتكاره الجديد ولم يقم بمحاولة تسويقه.  وفي عام 1889 قام الكيميائي الألماني (فليكس هوفمان) بإعادة اكتشاف ابتكار (غردهارت) وأعطى بعضاً من هذه المادة إلى أبيه الذي كان يعاني من آلام في المفاصل، وكانت النتائج باهرة.  بعد هذه التجربة (العائلية) قام (هوفمان) بإقناع الشركة التي كان يعمل فيها بإنتاج مادة الأسبرين وتسويقها. الشركة كان اسمها (باير). ومنذ ذلك الحين أصبح (أسبرين ــ باير) من أشهر الأدوية في التاريخ.


 


*  لقد عاد إليّ الصداع بعد أن سمعت منك كل هذه الأسماء والتواريخ للمخترعين والكيميائيين والصيادلة.


 


 ــ  هل تريد أن يزول عنك الصداع؟


 


 * طبعاً.


 


 ــ  بإمكانك أن تنسى جميع هذه الأسماء وأن تحفظ اسماً واحداً: أبوقراط… مكتشف الأسبرين!!


 


 

Close Menu