قالت لي الأم: أحب أن أسألك سؤالاً ولكنني أخشى أن يكون فيه نوع من الغرابة.
قلت: تفضّلي.
* عندما أسألك أسئلة متعلقة بأمور علمية أجريت عليها دراسات فأنا أعرف أنك ستجيبني بما يقوله العلم في هذا المجال، ولكن سؤالي اليوم متعلّق بشيء قد لا تكون قد أجريت عليه دراسات علمية كافية، وكل ما أطلبه منك هو رأيك الشخصي.
ــ وبم يتعلّق سؤالك؟
* بالسواك. ماهي فائدة السواك لصحة الأسنان؟
ــ أنا سأجيبك، ولكنني لن أعطيك رأياً شخصياً، بل سأعطيكِ رأي العلم في هذه المسألة.
* وهل أجريت دراسات علمية بشأن السواك؟
ــ بالتأكيد. لقد فوجئتُ مثلك مرة عندما دخلت حانوتاً يبيع االفيتامينات والأغذية الصحية في إحدى المدن الأمريكية فوجدته يبيع معجوناً للأسنان اسمه (سواك)! المنتج كان شركة أمريكية، ولم يكن على عبوّة المعجون كلمة عربية واحدة، إلا كلمة سواك طبعاً، ولكنها كانت مكتوبة باللغة الإنكليزية. ومن هنا أحببت أن أطّلع على الدراسات التي أجريت في هذا المجال.
تؤخذ عيدان السواك من أغصان وجذور شجيرة(الأراك)، والاسم العلمي لهذه النبتة هو Salvadora Persica ولها أسماء أخرى أيضاً مثل Galenia Asiatica و Salvadora Indica وهي تنمو بشكل واسع في الجزيرة العربية وكانت العرب تأكل ثمارها وهي تدعى (الكباث) وأطيب أنواعها الأسود. والشجيرة ذات جذع معوج صغير يتميز لحاؤها بكونه متقشّراً، ولأغصانها وجذورها رائحة خاصة وطعم لاذع.
ولقد بينت الدراسات الكيماوية احتواء السواك على العديد من المواد المفيدة في صحة الأسنان، نذكر منها: الإثيل أمين ومادة قلوية تدعى (سالفادورين) إضافة إلى الفلور والكلور والسيليكا والكبريت والفيتامين (سي) وهو يحوي أيضاً كميات قليلة من (التانين) و(السابونين) و(الفيافنويد) و (الستيرول).
ثم تابعت قائلاً: قد تبدو بعض هذه الأسماء كالألغاز بالنسبة لكِ، ولكن لا بد وأنك سمعتِ بالفلور فهو موجود في معظم معاجين الأسنان التي يتم إنتاجها اليوم، أما مادة (سالفادورين) القلوية فيقول العلماء إن تعديلها لحموضة الفم يفيد في منع التسوس والتنخر.
لقد أثبتت الدراسات عدة حقائق بشأن السواك: أولها أن قدرته الميكانيكية على تنظيف الأسنان عالية جداً، كما أنه يخلص الفم من القلح الجرثومي، فهو بذلك يعمل كفرشاة أسنان ممتازة. وثانيها أن المكونات الكيماوية للسواك لها خصائص مضادة للجراثيم و(كاشطة) للقلح المتراكم على الأسنان، وثالثها أن استخدام مسحوق السواك لتنظيف الأسنان باستعمال فرشاة قد أنقص من حصول التهاب اللثة بشكل واضح.
إن هذه الدراسات لم تقم ببحث خصائص السواك بشكل منفرد ولكنها قارنته مع مستحضرات الأسنان التي تنتجها الشركات الدوائية ذات السمعة الكبيرة في العالم، ويمكن أن نلخص النتائج بأن السواك تفوّق على هذه المنتجات من حيث فوائده، كما أن تأثيراته الجانبية كانت شبه معدومة.
إن هذه الخصائص التي ذكرتها لك قد دعت بعض الشركات المنتجة لمعاجين الأسنان لوضع كميات من خلاصة السواك في منتجاتها. ومن هذه الشركات شركة (بيكينهام) في انكلترا!
* كل هذا موجود في السواك؟
ــ نعم. ولاحظي مرة أخرى أن الدراسات التي أعطت هذه النتائج كانت دراسات علمية مجرّدة ولا علاقة لها بالعواطف مطلقاً، فالشركات الدوائية لا تتأثر بالعواطف عندما تقوم بتقديم منتج جديد، بل تنظر إلى المعلومات العلمية الموضوعة أمامها على طاولة الحقائق.
* سأبدأ من اليوم أنا وعائلتي باستخدام السواك وبشكل يومي.
ــ قرار صائب.