إنفلونزا الخنازير…. بين السؤال والجواب!!

 


 


 


إنفلونزا الخنازير…. بين السؤال والجواب!!


 


 


أصبحت الأخبار الطبية الجديدة إدماناً لدى وسائل الإعلام. لا يمكن أن تمر فترة من الزمن دون أن تطغى على الصحف والتلفزيون والراديو قصة مرض وبائي جديد. ونجم هذه الفترة دون منازع هو مرض إنفلونزا الخنازير. فلو أنك قمت بتقليب تلفازك من محطة إلى أخرى ابتداءً من المحطات الإخبارية إلى الدرامية إلى الرياضية إلى المتخصصة بالمواضيع الأخرى كمحطات الحيوانات والمحطات العلمية فلا شك في أنك ستشاهد خبراً معيّناً فيه ضباط شرطة يوزعون أقنعة طبية على المارّة، ودون أن ترى مشاهد لأمّ تضع على وجه طفلها الرضيع هذا القناع بمزيج من العناية والخوف. محطات عربية تعرض مقابلات مع وزير صحة أو بيئة يتكلّم عن المرض ويصفه بالخطر القومي، ومجالس الشعب في دول أخرى تعقد اجتماعات وتطالب بالتخلّص نهائياً من الخنازير. الأمر جادّ إذاً…. والمرض الجديد ليس مزاحاً  على الإطلاق. وكنا قد ظننا أننا قد أمضينا وقتاً كافياً على الإنفلونزا لكثرة ما تكلّمنا عن إنفلونزا الطيور، إلى أن طلع علينا مرض جديد اسمه (إنفلونزا الخنازير)!! فما هو هذا المرض؟


 


المرض


 


إن الخنازير تصاب بالإنفلونزا تماماً كالبشر. هذه حقيقة. وهنالك أربع سلالات من فيروس إنفلونزا النموذج(آ) تسري بين الخنازير. وهي تمرض هذه الحيوانات وإن كان من النادر أن تموت الخنازير بسبب المرض. هذا الفيروس الجديد الذي يصيب الخنازير هو فيروس غريب، فقد اكتسب مورّثاته (جيناته) من الطيور والخنازير إضافة إلى اكتسابه لبعض الصفات من فيروس يسمى (فيروس الخنازير الأوراسي) والذي لا يجب أن يتواجد في أمريكا الشمالية من حيث المبدأ. وهنا تأتي المعضلة العلمية والتي تجعل هذا الفيروس جديداً حقاً.


 


هل يصيب البشر؟


 


قد يكون هذا السؤال ساذجاً بعد ما نراه اليوم من إصابات، ولكن نقول إن الفيروسات التي تمرض الخنازير لا تصيب البشر عادةً. وتاريخياً هنالك بعض الحالات التي ذكرت في أمريكا عن إصابة شخص كل سنة أو سنتين من خلال التماس مع الخنازير الحيّة. وإحصائياً فبين  شهر كانون الأوّل 2005 وشهر كانون الثاني 2009 حصلت 12 إصابة بالمرض، وفي 11 منها كان هنالك تماس مباشر أو غير مباشر مع الخنازير. وتقول مراكز السيطرة على الأمراض في أمريكا إن سبب حصول هذه الحالات كان التغيّرات الوراثية التي طرأت على الفيروس فجعلته قادراً على إصابة البشر. وإن الصفات الإمراضية للفيروس ليست واضحة حتى الآن، والسؤال هو: هل أن هذا الفيروس هو عامل ممرض عابر، أم أنه هنا ليبقى؟ أي هل لديه الصفات التي تؤهّله ليكون وباءً عالمياً معاوداً؟ مخابر الأبحاث في العالم كله مشغولة اليوم بالاختبارات للإجابة عن هذا السؤال.


 


الأعراض والعلامات


 


تتشابه أعراض إنفلونزا الخنازير مع أعراض الإنفلونزا العادية كالحمى والسعال وألم البلعوم والصداع والتعب. وربما حصل الغثيان والإسهال. ولا توجد طريقة سهلة للتمييز بين الإنفلونزا العادية والخنزيرية. ولا بد من إجراء فحوص مخبرية في حال الشك بحصول إصابة.


 


هل تنتقل من إنسان إلى آخر؟


 


نقول هنا إن الأشخاص الذين أصيبوا في أمريكا في هذا الانتشار الحالي لم يكن لديهم تماس مع الخنازير، وهذا يوحي بأن الإصابات انتقلت من شخص إلى آخر. وهذا حسب مراكز السيطرة على الأمراض في أمريكا، ولكن الأبحاث لا تزال تجري للتحقق من هذا الأمر.


 


هل حصلت أوبئة من قبل؟


 


السؤال الذي يطرحه الكثير من الناس اليوم يتلخّص في أنهم لم يسمعوا بهذا المرض من قبل، فمن أين أتى. والتاريخ يقول إن هنالك وباءً حصل في مدينة (فورت ديكس) بولاية نيوجرزي في عام 1976 حيث انتشر المرض بين بعض الجنود الذين تم استدعاؤهم إلى الخدمة واستمر  الوباء لمدة شهر واختفى بعد ذلك بالطريقة الغامضة نفسها التي نشأ بها. وأصيب وقتها 240 شخصاً بالمرض، مات واحد منهم. وكانت هنالك محاولات لتركيب لقاح ضد هذا الفيروس لم يكتب لها النجاح لسبب بسيط وهو أن من أهم صفات فيروس الإنفلونزا هي التغيّر  الوراثي الدائم.


 


 


 


 


هل يحمي لقاح الإنفلونزا من المرض؟


 


بعد ظهور الوباء الأخير بدأ الكثير من الناس يطرحون سؤالاً: هل يحميني لقاح الإنفلونزا الذي تلقيته في عيادة طبيبي هذا الشتاء من مرض إنفلونزا الخنازير؟ والجواب هو (لا) للأسف. ففيروس إنفلونزا الخنازير الذي ظهر في كاليفورنيا يختلف كثيراً عن الإنفلونزا العادية  التي نعرفها. وليس من المعروف فيما إذا كانت الإصابة السابقة ببعض  أشكال فيروس الإنفلونزا تحمي من الفيروس الخنزيري، والأمر محل دراسة الآن. وإن مراكز السيطرة على الأمراض تقوم بمحاولات لصنع لقاح قد يكون فعالاً تجاه المرض.


 


هل هنالك علاج للمرض؟


 


نعم!! هنالك دواءان يمتلكان فعالية ضد هذا المرض وهما (تاميفلو) و(رلنزا).


 


 


 


هل يمكن الإصابة من خلال تناول لحم الخنزير؟


 


الإجابة هي لا … بل بالتماس مع الخنازير المصابة والبشر المصابين.


 


 


 


 

Close Menu