رعب الليستريا … أسئلة وأجوبة
1 تشرين الأوّل (أكتوبر) 2011
الخبر الذي نشر عن حالات التسمم والوفيات الناجمة عن اللستريا نهاية الشهر المنصرم أثار ــ عن حق ــ الكثير من الأسئلة بشأن هذه الجراثيم ومدى الخطر منها ومن هم المعرّضون للإصابة وجعل هذا الجرثوم (المغمور) في مركز دائرة الضوء ونقله إلى عالم الشهرة الإعلامية. ونحاول هنا الإجابة عن هذه الأسئلة. فمع وصول عدد الوفيات الناجمة عن التسمم بهذا الجرثوم إلى 15، مما يجعل هذه (الجائحة) الأكبر من حيث التسمم بجراثيم منقولة بالطعام لأكثر من عقد من الزمن.
ما هي اللستريا؟
الجراثيم المدعوّة Listeria monocytogenes تنتشر في البيئة بشكل عام فتعيش على المواد النباتية المتفسخة. وهي توجد في التراب وطعام الحيوانات والماء ومياه المجاري. وربما تم حملها في أمعاء الماشية والطيور. وعندما تصل هذه الجراثيم إلى جسم الإنسان، فإنها تغيّر شكلها وتتحوّل إلى ما يمكن أن ندعوه (جرثوم طفيلي Bacterial Parasite) يعيش داخل الخلايا البشرية ويتغذى عليها. ويسمّى المرض الذي يحصل نتيجة لهذا (داء الليستريا Listerosis) . إن الأشخاص مضعفي المناعة كالمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة كالسرطان وغيره والذين يتناولون الأدوية القامعة للمناع هم أكثر عرضة من غيرهم لهذا المرض.
كيف يصاب الإنسان بالمرض؟
يحصل هذا من خلال تناول الطعام الملوّث بالليستريا. ويمكن أن يصاب الولدان أثناء الولادة وتقول الإحصاءات إن هنالك حوالي 9 إصابات لكل 100 ألف وليد في أمريكا. وهذا يجعل هذا الجرثوم من أكثر الجراثيم تسبباً بالإصابة بالتهاب السحايا عند الوليد. لذلك يعمد الأطباء لاستخدام المضادات الحيوية التي تقتل هذا الجرثوم في كل مرة يعالجون وليداً يشكّون لديه بحصول الإنتان أو التهاب السحايا ريثما تبيّن زروع الدم والسائل الدماغي الشوكي السبب الحقيقي للأعراض.
الجائحة الحالية
إن جميع الإصابات التي ذكرت في هذه الجائحة حصلت من خلال تناول البطيخ الشمام المنتج في مزرعة تدعى Jensen Farms في كولورادو. وعلى الرغم من أن بعض هذه الثمار تحمل (لاصقاً) يسمّيها (العلامة التجارية لهذا الشمام هي Ford Rock ) ويسمي المزرعة التي تم إنتاجها فيها، ولكن هنالك بعض الثمار الملوّثة التي لا تحمل لاصقاً. وبالتالي فعلى الإنسان أن يسأل البائع الذي يشتري منه الثمار عن مصدرها. وفي حال وجود الثمار لديك في المنزل وأنت لا تعلم مصدرها فعليك التخلّص منها حيث أن الغسل لا يزيل الجراثيم التي قد تكون موجودة داخل الثمرة وليس على القشرة فقط. ويجب التخلّص من الثمرة بوضعها في كيس بلاستيكي مختوم مع التأكد أنه لن يتم استهلاكها من قبل الحيوانات أو بشر آخرين. ولا بد بعد ذلك من غسل الثلاجة بشكل ممتاز بالماء والصابون وأيضاً بمحاليل الكلورين الممدد، حيث أن بعض الدراسات بيّنت أن التلوّث قد ينتشر في الثلاجة في حال حفظ مواد ملوّثة بالليستريا فيها.
ما هو سبب خطورة الليستريا؟
إن هذا الجرثوم غير شائع كسبب للأمراض. وتقول التقديرات إن هنالك حوالي 800 حالة فقط من (داء الليستريا) في أمريكا وهذا لا يشمل الإصابات المعدية المعوية البسيطة بل يتحدث عن الإصابة الدموية تحديداً. وتعتمد شدة الحالة على مناعة الإنسان، وفوعة الجرثوم (قوّته على إحداث المرض) وعدد الجراثيم التي دخلت الجسم. ومن عوامل الخطورة في هذا الجرثوم قدرته على الحياة في حرارة منخفضة كحرارة الثلاجة لفترات طويلة. وما يجعل الليستريا جرثوماً خطراً هو أنها في حال دخولها للدم فإنها تصل أيضاً إلى الدماغ وتسبب التهاب الدماغ أو التهاب السحايا.
لماذا يزيد خطر الإصابة عن الحوامل؟
إن مناعة المرأة (بالذات تلك المتواسطة بالخلايا Cell-mediated immunity) تنقص أثناء الحمل. مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بالليستريا وخصوصاً أثناء الثلث الثالث للحمل. ومع ذلك فحصول الداء الشديد يبقى نادراً حتى في حال دخول الجراثيم إلى جسم المرأة أثناء الحمل. والتهديد الحقيقي هو في الحقيقة للجنين حيث أن حوالي ثلثي المصابات ستحصل لديهن ولادة مبكرة، وأن 10ـ 20% يحصل لديهم إسقاط وفي 10% من الحالات يولد الجنين ميتاً.
ما هي الأطعمة الأكثر تلوّثاً بالليستريا؟
حسب منظمة الغذاء والدواء الأمريكية فإن الأطعمة التالية هي الأكثر عرضة للتلوّث:
* الأطعمة الجاهزة للأكل مثل اللحوم الباردة والنقانق.
* المواد التي تضاف إلى شطائر اللحوم كالميونيز وغيره.
* الحليب والألبان والأجبان غير المبسترة.
* الأسماك المدخّنة والمبرّدة.
* الحبوب المنتشة Sprouts التي تستخدم في السلطات.
الأعراض
يعاني المصابون من إسهال وحمى على مدى أيّام أو أسابيع ثم تحصل أحياناً الأعراض والعلامات الخطرة مثل تصلّب العنق وضعف العضلات والإقياء الشديد. والجدير بالذكر أن الأعراض الشديدة قد تحصل بعد أيّام قليلة إلى شهرين بعد تناول الطعام الملوّث.
المعالجة
يجب أن تبدأ المعالجة في المستشفى بإعطاء المضادات الحيوية لمدة أسبوعين ويمكن إرسال المريض إلى المنزل لإكمال العلاج في حال كون حالته مستقرة. وفي حال وجود جراثيم في الجهاز العصبي المركزي (ويتم كشف ذلك من خلال زرع السائل الدماغي الشوكي)، فيجب أن يتم إعطاء المعالجة بالمضادات الحيوية لمدة 4 أسابيع.
