الإمساك عند الأطفال…. مشكلة مستعصية!!

 


 


الإمساك عند الأطفال…. مشكلة مستعصية!!


 


بعض المشاكل الصحية عند الأطفال نواجهها في عياداتنا كل يوم، بحيث تصبح نوعاً من المواضيع  اليومية  الاعتيادية التي لا يمكن أن يمر يومٌ واحد من الممارسة دون مواجهتها مرّات متعدّدة. وفي حقيقة  الأمر فلكثرة إعادة شرح هذا الأمر يصبح بالنسبة لي نوعاً من (الكليشيه) التي تتم إعادتها بشكل أوتوماتيكي، بحيث أنني أقوم بضغط (زرّ) موضوع ما على لساني فينطلق اللسان وحده ليشرح الأمر. ومن المواضيع الهامة والشائعة جداً والتي تشبه ما يمكن أن ندعوه (الاستعصاء) موضوع الإمساك عند الأطفال، فهو مثال للأمر البسيط جداً المعقد جداً. فكيف يكون هذا؟


 


ما هو الإمساك؟


 


لا بد في البداية من تحديد تعريف الإمساك. فهنالك من يعرّف الإمساك على أنه نقص عدد مرّات التبرّز لدى الطفل، وهنالك من يعرّفه على أنه قساوة البراز. وفي الحقيقة فإن التعريف الأخير (قساوة البراز) هو الأصح وإن كان التغيّر في عدد مرّات البراز بشكل دراماتيكي إلى عدد مرات أقل يمكن أن يحقق تعريف الإمساك.


 


مشكلة شائعة


 


يعتبر الإمساك من المشاكل الشائعة جداً في الأطفال، حيث تذكر الإحصاءات أن 10% من الأطفال مصابون حقيقة بالإمساك وإن كان 3% فقط منهم تطلب لهم المساعدة من الطبيب. وإن هذه الأرقام عالية جداً وتدل على الانتشار الواسع لهذه المشكلة.


 


مرض أم اضطراب


 


إن الإمساك بحد ذاته لا يدعى مرضاً في المصطلحات الطبية، بل هو في حقيقة الأمر (اضطراب). وما يعنيه ذلك هو أن الطفل لا تكون لديه ــ في الغالبية العظمى للحالات ــ مشكلة عضوية تؤدّي للإمساك بل السبب هو (كسل الأمعاء) الناجم عن أسباب متعددة نتحدث عنها في سياق هذا المقال. ولكن النقطة  الحساسة في الأمر هو أن نسبة ضئيلة من حالات الإمساك قد تكون ناجمة عن (أمراض) حقيقية وليس عن اضطراب الإمساك الشائع مما يجعل تناول الأمر حذراً ويتطلّب الجدية من قبل الطبيب والأهل على حد سواء.


 


الخطأ الشائع


 


إذا كانت هنالك نقطة هامة أحبها أن تصل إلى القارئ بشكل محدد وواضح من خلال هذه الكلمات فهي أن على الأهل ألاّ يرتكبوا الخطأ الشائع. وهذا الخطأ هو أنهم يعتقدون أن هنالك دواء سحرياً بسيطاً للإمساك، شراب دوائي يتناوله المريض مثلاً فيتماثل للشفاء خلال ربع ساعة كحد أقصى!! وهذا الأمر غير ممكن. فالإمساك يختلف عن مرض آخر مثل  التهاب الأذن الوسطى مثلاً حيث يقوم الطبيب بإعطاء الطفل مضاداً حيوياً ينهي المرض خلال عشرة أيام وينتهي الأمر. إن مقاربة  الإمساك تحتاج إلى الهدوء وتتطلّب أوّلاً تفهّماً لأسباب الإمساك، وثانياً تغييراً في النظام الغذائي للطفل وثالثاً صبراً طويلاً على عناد الطفل الذي يكون في معظم الأحوال هو السبب الأهم للإمساك ورابعاً معرفة الفرق بين الأدوية وأهمية إيقاف بعضها بعد فترة قصيرة من الاستخدام واستمرار استخدام بعضها الآخر لفترة قد تمتد سنوات!! ولا نتكلّم بالألغاز هنا، وإنما هي مقدمة لشروح تأتي لاحقاً خلال حديثنا. ألم أقل لك إن الأمر يحتاج إلى بعض الصبر؟!!


 


أسباب … لا سبب


للإمساك عند الأطفال أسباب عديدة، بل قل هي عبارة عن مجموعة أسباب تتحد لتؤدّي إلى هذا الاضطراب الشائع والمزعج. ونقول أوّلاً هنا إننا لا نتكلّم عن الإمساك الذي يحدث لدى الرضيع في عمر شهر تقريباً فقد تناولنا ذلك الأمر في حديث سابق. نحن نتحدث عن الإمساك الذي يحصل في مرحلة عمر سنة فما فوق. فكثيراً ما تبدأ الشكوى من الإمساك بعمر سنة عندما يقوم الأهل بتغيير الحليب للطفل من حليب الرضيع (الفورميولا) إلى حليب البقر العادي. ويلاحظ الأهل هنا قساوة البراز ونقص عدد مرات التبرّز. والسبب هنا هو أن التركيبة العامة للحليب البقري تختلف عن (الفورميولا) مما يؤدّي إلى نوع من عسر الهضم لدى الطفل يؤدّي إلى الإمساك ريثما تعتاد أمعاء الطفل على التعامل مع الحليب الجديد. وفي كثير من الأحيان نضطر لتمديد استخدام (الفورميولا) لشهرين أو ثلاثة أشهر ثم نحاول مرة أخرى بعد انقضاء هذه الفترة لعلّ وعسى. وأيضاً فإن بعض الأطفال في هذه المرحلة يكون حبهم للحليب شديداً بحيث يكون الغالب على غذائهم الذي تنقصه السوائل (كالعصير والماء وغيرها) والألياف (الموجودة في الفواكه والخضار) وبالتالي فإن الأمر يصبح حلقة معيبة تؤدّي إلى ازدياد الإمساك.


 


اللعب أهم!!


 


بعد هذه المرحلة ندخل في أعماق مرحلة الطفل الدارج(بين عمر 1 إلى 3 سنوات) ففي تلك الفترة العمرية يكون اهتمام الطفل باللعب أكثر من اهتمامه بأي شيء آخر. وبالتالي فإن  الطفل قد يتجنب التبرّز ويؤدّي ذلك إلى حلقة معيبة أخرى فعدم التبرّز يؤدّي إلى تجمع البراز في المستقيم والقسم الأخير من الكولون (السين) وهذا يؤدّي إلى زيادة القساوة في الخروج وبالتالي صعوبة التبرّز، وعلينا أن نذكر هنا مفهوماً علمياً وهو أن إهمال الخروج إلى  المرحاض يعلّم الدماغ تجاهل رسائل الكولون التي تطلب التبرّز، وبالتالي فإن تراكم البراز في الكولون يؤدّي إلى امتصاص الماء منه وازدياد قساوته. وهذا ما يدعى مفهوم الحلقة المعيبة (عدم التبرّزــ قساوة  البراز ــ ازدياد شدة الإمساك) التي تساهم بشكل أو بآخر في معظم أسباب الإمساك.


 


المدرسة


 


عندما يبدأ الطفل بالذهاب إلى المدرسة فإن مشكلة جديدة قد تنشأ وهي أن الطفل قد يشعر بالخجل أو الإحراج باستخدام المرحاض وخصوصاً أنه كثيراً ما يحتاج إلى مساعدة المشرفة أو المعلّمة في المدرسة، ويشعر بأن الخصوصية غير متوفرة حيث أنه كان معتاداً على مساعدة الأم في هذه المهمة.


النظام الغذائي


بطبيعة الحال فعندما نتحدّث عن الإمساك فعلينا أن نذكر أن من أهم أسبابه النظام الغذائي الخاطئ الذي يتبعه الأهل عند تغذية أطفالهم وبالتحديد إهمال عنصرين هامين في الغذاء: الألياف والسوائل. إن هذين العنصرين هما اللذان يساعدان في تحريك الأمعاء وانتظام التبرّز. وبالتالي فإن نقص كمياتهما في الغذاء سيؤدّي منطقياً وبالضرورة إلى الإمساك. ويدخل عنصر العناد لدى الطفل هنا كسبب واضح. فكثير من الأطفال لا يحبون العصير، وأيضاً يتجنبون تناول الفواكه والخضار مما يجعل كميات الألياف في الغذاء محدودة ويجعل حصول الإمساك أمراً حتمياً. وإن تربية الطفل منذ البداية على تناول الخضار والفواكه والسوائل هي أمر هام لأن الاعتياد على تناول الأطعمة القاسية الخالية من الألياف والشوكولا والتشيبس وغيرها من الأطعمة غير المفيدة يصبح لاحقاً عادة مستحكمة يصعب تغييرها.


 


أمراض


 


إذا كانت الغالبية العظمى من حالات الإمساك هي  عبارة عن اضطراب ذكرنا أسبابه، فإن نسبة ضئيلة من الحالات تنجم عن بعض الأمراض وهذا يتطلّب منا إعارة الانتباه بحيث أن استمرار الإمساك يتطلّب دراسة إضافية. فنقص نشاط الدرق هو أحد أسباب الإمساك الشديد والمستمر. وإن نقص هرمون هذه الغدة يؤدّي إلى كسل العضلات المعوية مؤدياً إلى الإمساك. وهنالك حالة مرضية أخرى تدعى (هرشبرنغ) وهي حالة ولادية يحصل فيها نقص في الألياف العصبية (بالذات الخلايا العقدية العصبية) في جزء محدد من المعي الغليظ مما يؤدّي إلى توسّع شديد فيه وحصول إمساك تصعب معالجته. وهذا المرض نادر وتحصل أعراضه في الأسابيع الأولى للحياة. ويعتبر الداء السكري أيضاً من أسباب الإمساك وله أعراضه المعروفة. وهنالك أمراض أخرى قد تكون سبباً للإمساك مثل التسمم بالرصاص وداء البنكرياس الليفي والمشاكل الدماغية العصبية وأيضاً فإن تناول بعض الأدوية قد يؤدّي إلى حصول الإمساك مثل مضادات الاكتئاب لدى الأطفال والمراهقين ومضادات الاختلاج والصرع والمعالجة الكيماوية وغير ذلك. ونلاحظ هنا إذاً أن أسباب الإمساك واسعة جداً وبالتالي فلا بد من تناول كل حالة منها على حدة والبحث عن الأعراض الأخرى المرافقة والتي توجهنا إلى السبب الحقيقي للمشكلة.


 


سؤال شائع جداً


عندما نتكلّم عن موضوع الإمساك فهنالك نقطة هامة وذات غموض معيّن لدى الأهل ويتم طرحها كثيراً من قبلهم باستغراب شديد. والسؤال الذي يطرح في هذا المجال هو التالي: أنا لا أدري إن كان طفلي يعاني من الإمساك أو الإسهال. فهو لا يستطيع الخروج إلى الحمّام لثلاثة أو أربعة أيّام، وهو يتألّم خلال هذه الفترة. وعندما يحصل التغوّط فإنني ألاحظ أن الغائط هو سائل تقريباً. فهل طفلي يعاني من الإمساك أو الإسهال؟


 


إمساك أو إسهال؟!!


 


هذا السؤال وجيه تماماً. والإجابة عليه بكلمة مختصرة هي أن هذا الطفل يعاني في حقيقة الأمر من الإمساك، ولكن الذي يحصل في هذه الحال هو أن الخروج القاسي يتجمّع في القسم السفلي للأمعاء الغليظة أي في منطقة تسمى المستقيم أو في مقطع معوي أعلى من الأوّل مباشرة هو(السين) ويشكّل ما يسمّى (سُدادة غائطيّة). وعندما تتشكّل كميات إضافية من الغائط فإنها لا تستطيع الخروج لأن السدادة تقف عائقاً دون ذلك. وهذا البراز المتجمّع نتيجة لمكوثه لفترة طويلة في الأمعاء يقوم باجتذاب السوائل من جدران الأمعاء. وتتجمّع هذه السوائل وتضغط على السدادة المذكورة فيخرج الغائط خروجاً انفجارياً ويكون قوامه سائلاً. صحيح أن الموضوع هنا يبدو وكأنّه حديث عن استخراج النفط أكثر من كونه حديثاً عن الإمساك ولكن هذا هو التسلل العلمي لما يحصل في تلك الحالة!


 


التغوّط اللاإرادي


 


إن الأطفال المصابين بالحالة التي عبّرنا عنها أعلاه بسؤال (إمساك أم إسهال)، كثيراً ما يتم إحضارهم  إلى الطبيب لأنهم مصابون بـ (إسهال). وكثيراً ما يحصل لدى هؤلاء الأطفال ما يدعى (التغوّط اللاإرادي) الناجم عملياً عن تجمّع السوائل في القسم السفلي من المعي الغليظ بالآليّة التي ذكرناها. وعندما يقوم الطبيب بفحص المستقيم يلاحظ وجود السدادة القاسية من البراز حيث يتسرّب حولها البراز السائل ويخرج لا إراديّاً من الطفل. وربما حصل هذا عدة مرات في اليوم مما يشكّل عرضاً مزعجاً فعلاً ومحيّراً للأهل.


 


 


الأعراض


 


قد يبدو من الغريب أن نتحدّث عن (الأعراض)  التي تحدث عند الطفل المصاب بالإمساك، فالإمساك هو بحد ذاته هو التشخيص والعَرَض في هذه المشكلة، ولكن للأمر بعض التعليقات. فالطفل المصاب بالإمساك كثيراً ما يعاني من الألم في حال التغوّط وبالتالي فإن الأهل يلاحظون أنّه يتجنّب التغوّط ويحاول أن يمنعه، وهذا بطبيعة الحال يزيد من الحلقة المعيبة الحاصلة هنا. وبالنسبة للرضيع المصاب بالإمساك فإنه يمد ساقيه ويقوم بالضغط لمنع حصول التغوّط. وبالنسبة للطفل الدارج (بين سنة وثلاث سنوات من العمر) فإنه يرفع جسمه على أطراف أصابع القدمين ثم يتحرّك نحو الأمام والخلف لمنع التغوّط.


 


أعراض أخرى


 


هنالك أيضاً أعراض لا نوعية تحصل مع الإمساك أهمها الألم البطني. وهذا العرض الأخير شائع جداً في الأطفال لأسباب عديدة ولكن منها الإمساك. إن هذا الألم كثيراً ما يكون عبارة عن ألم غامض حول السرّة لدى الطفل، ولكن المزعج والمربك للأهل والطبيب أنه قد يكون ألماً يأتي على شكل هجمات حادّة قد تستدعي أخذ الطفل إلى الإسعاف. وكثيراً ما يكون الألم ناجماً عن تقلّصات الأمعاء التي تحاول  أن تدفع  البراز إلى الخارج فتواجه السدادة الغائطية مما يؤدّي إلى اشتداد الألم. وقد يحصل أيضاً نقص في الشهية والغثيان والإقياء. ومما يحصل أيضاً التبوّل اللاإرادي والتبوّل المتكرر والتبوّل في الفراش. ويلاحظ إذاً أن الأعراض الموجودة في الإمساك قد تكون متنوّعة وتقود أحياناً إلى طريق غامض بالنسبة للأهل والطبيب مما يجعل التشخيص صعباً.


 


زيارة الطبيب


 


تصبح زيارة الطبيب واجبة في حال عدم التمكّن من حل المشكلة من خلال الإجراءات المنزلية المعروفة كتناول السوائل والألياف وغير ذلك. وربما قام الطبيب بوصف بعض الأدوية المليّنة وغير ذلك. ويعتمد نمط الدواء المليّن على طبيعة المشكلة وعمر الطفل.


 


العلامات


 


يقوم الطبيب بفحص الطفل والبحث عن علامات نوعية قد تقود إلى التشخيص النهائي وتحديد سبب الإمساك وفيما إذا كان عبارة عن اضطراب ناجم عن النظام الغذائي غير الصحيح أم عن مرض محدد. ويقوم الطبيب بفحص البطن والبحث عن أية كتل موجودة فيه ، كما يتحرّى وجود أي ألم بالضغط على البطن ويقوم أيضاً بإجراء فحص المستقيم للبحث عن البراز القاسي الذي تحدثنا عن تشكّله أحياناً في القسم النهائي للأمعاء. وربما قام الطبيب بإجراء الفحوص المخبرية للبراز وبتصوير البطن أيضاً. وبطبيعة الحال فإن العامل الأهم في التشخيص ربما كان يكمن في القصة السريرية الصحيحة والدقيقة التي يقوم الأهل بتقديمها للطبيب والتي تتكلّم عن طول مدّة الإمساك وعدد مرات التغوّط في الأسبوع مثلاً وفيما إذا كان الألم موجوداً عند التغوّط وهل هنالك دم في الخروج ونقص في الشهية والوزن  وهل هنالك تغوّط لا إرادي ونوعية غذاء الطفل وما هي الأدوية التي قام الأهل باستخدامها إلى تاريخ زيارتهم للطبيب. إن هذه المشكلة الطبية هي فعلاً من المشاكل التي تلعب دقة وصف أعراضها من قبل الأهل أهمية عالية جداً في التشخيص.


 


ما هي المعالجة؟


 


لعلّ موضوع  المعالجة هو مثار الجدل الأوّل في هذا الموضوع الهام والشائع. فإذا كان فهم الأسباب والأعراض يحملان أهمية كبرى في تناول الإمساك، فإن المعالجة بدورها تتطلّب تفهّماً كبيراً من الأهل يقوم بالدرجة الأولى على معرفة طبيعة هذا المرض وعلى عدم استعجال النتائج وأيضاً على عدم استعجال التوقف عن الدواء بعد الحصول على نتائج إيجابية من المعالجة.


 


عناية عامة


 


علينا أن ننظر إلى موضوع معالجة الإمساك على أنّه (إعادة تنظيم) لعادات التغوّط لدى الطفل. ويبدأ الأمر بمايدعى (التقوية الإيجابية) وهي هنا تتمثل بإزالة خوف الطفل من التغوّط وكسر الحلقة  المعيبة الحاصلة في الإمساك. ثم يأتي التمرين على التغوّط، فالجسم فيه منعكس يدعى (المنعكس المعدي  الكولوني) فبعد تناول الوجبة الطعامية تحصل حركات في الكولون بشكل انعكاسي لدفع الطعام إلى الخارج، وعلينا أن نستغل هذا المنعكس لمصلحة  الطفل وذلك بوضع الطفل على كرسي المرحاض بعد تناوله الوجبة  الطعامية (وخصوصاً الإفطار) وذلك لمدة عشر دقائق على الأقل مع جعله يحاول التغوّط في هذه الفترة. ومما يساعد في النجاح بطبيعة الحال إعطاء السوائل وخصوصاً عصير الخوخ مع إعطاء كمية كافية من الألياف في الطعام من خلال الخضار والسيريال الحاوي على النخالة والفاكهة وغير ذلك مع تقليل الحلويات والسكاكر.


 


الأدوية


 


قد يقوم الطبيب بإعطاء دواء مليّن لكسر الحلقة المعيبة التي تحدثنا عنها وإزالة الانسداد القاسي بالبراز، وبعد ذلك نمنع تراكم البراز وعودة الإمساك من خلال إعطاء الألياف المتوفرة على شكل مسحوق وحبوب يمكن مضغها. ولا بد من أن نذكر أن هذه الألياف يمكن اعتبارها معالجة (الصيانة) أي أننا سنحتاج إليها لفترة طويلة لمنع معاودة الإمساك، وقد تمتد فترة المعالجة لسنوات، ولعل من أكثر أسباب الفشل في المعالجة هو إيقاف الألياف من قبل الأهل بعد حصول زوال الإمساك. هذه النقطة لا بد من معرفة أهميتها للمحافظة على النجاح في العلاج.


 


المليّنات


 


إن الطبيب قد يستخدم المليّنات لفترة قصيرة كما ذكرنا لإزالة الانسداد ولكنه لا ينصح باستخدامها لفترة طويلة بعكس الألياف التي لا تعتبر مليّنات بقدر ما هي عنصر غذائي هام لكل إنسان وهذا هو الفرق. إن استخدام المليّنات لفترة طويلة سيؤدي إلى زيادة كسل الأمعاء التي لا تستطيع أن تدفع البراز إلى الخارج إلاّ بالاعتماد على الأدوية في حال الاعتياد عليها، وهذه نقطة لا بد من التنبيه إليها.


 


أخيراً


إن موضوع الإمساك هو موضوع هام ومتشعّب، وهو أمر حساس ويحتاج إلى الانتباه من قبل الأهل، فاتباع نصيحة الطبيب تؤدّي إلى النجاح، واستعجال النتائج يؤدّي إلى تكريس المشكلة. ولعلّ هذا المقال قد أوضح النقاط الهامة المتعلّقة بهذا الاضطراب الشائع.


 


 


 


 


 

Close Menu