كريم عبد الجبار يتكلّم عن الشقيقة!!!

 


 


كريم عبد الجبار يتكلّم عن الشقيقة!!!


 


أريد حلاً يا دكتور! ابنتي دلال عمرها 15 عاماً، وهي تعاني من صداع مؤلم يعاودها بين الآونة والأخرى. أحياناً يغيب لمدة شهر ويعود، وفي أحيان أخرى قد يغيب لمدة أسبوع ثم يعود. وكثيراً ما يترافق صداعها مع الغثيان والإقياء، وهنالك أمر يحيّرني كثيراً، وهي أنها حين تصاب بهجمات الصداع فإنها تنزعج بشكل خاص من الضياء. ما هي مشكلة ابنتي؟


قلت للأم السائلة: إن كلامك هذا يذكرني بكريم عبد الجبار.


 


 سألتني: لاعب كرة السلة؟


 قلت: نعم.


 *  وما علاقة كريم عبد الجبّار بما تعاني منه ابنتي دلال؟


 ــ  كثيراً ما يتحدّث كريم عبد الجبار  عن أعراض مرض الشقيقة الذي يعاني منه.


 *  وهل ابنتي مصابة بالشقيقة؟


 ــ نعم.


 *  وكيف عرفت ذلك دون أن تقوم بفحصها؟


ــ  سأفحصها طبعاً، ولكن هنالك بعض الأمراض التي تشخّص بشكل رئيس من خلال قصة المرض حيث من الصعب أن نجد علاماتٍ في الفحص الطبي.


*  قبل أن أسألك عن الشقيقة أرجو أن تقول لي… ماذا كان يقول كريم عبد الجبار عن هذا المرض؟


 


 كريم عبد الجبار


ــ  لقد بدأ كريم عبد الجبار يعاني من أعراض الشقيقة منذ أن كان عمره 14 عاماً. وهو يقول في معرض حديثه عن المشكلة: ( لقد كان الألم شديداً….. وكنت أشعر بالغثيان والحساسية الشديدة للضياء…. كل ما كنت أستطيع أن أفكر فيه هو متى ستتوقف تلك النوبة. لقد كنت أجلس في  غرفة مظلمة لمدة ساعة … ثم ينتهي الصداع  ومن ثم أعود إلى نشاطي المعتاد).


*  بالضبط…. هذا مايحصل لدلال…. فعندما أبحث عنها فأجدها في غرفتها وقد أطفأت الأنوار، أعلم أن النوبة قد بدأت لديها. ولكن أريدك أن تخبرني …. هل هذا المرض شائع؟


 


انتشار المرض


                                                                                               


تعتبر الشقيقة مرضاً شائعاً. حيث أن التقديرات الإحصائية تبيّن أن هنالك 28 مليون مصاب في أمريكا وحدها. وتعاني منه النساء أكثر من الرجال. وهو عبارة عن هجمات تستمر كل منها ما بين أربع ساعات إلى ثلاثة أيام. وإن ربع النساء المصابات يعانين من أربع أو هجمات أو أكثر في الشهر. و35% منهن يعانين من 1 إلى 4 هجمات.



 


أعراض الشـــقيقة


العرض الرئيس للشقيقة هو الصداع بطبيعة الحال، وغالباً ما يبدأ الصداع على شكل ألم غامض، ويتحول بعد ذلك إلى ألم نابض. وقد ينتقل الألم من جانب إلى آخر. وقد يصيب القسم الأمامي من الرأس أو كامل الرأس. ويترافق الأمر مع الحساسية للضياء أو العطور والروائح، كما أنه يترافق مع الغثيان والإقياء ونقص الشهية. وربما أصيب المريض بالشحوب أو الشعور بالبرد أو بالحرارة. ويضاف إلى ذلك التعب والدوار وتشوّش البصر والإسهال. وهنالك حالات نادرة ذكر فيها حصول الحمى.


 


السبب


إن السبب الحقيقي للشقيقة غير معروف، وإن كانت هنالك عوامل وراثية وتغيّرات دماغية تلعب دوراً في حصول المرض. ولقد كان الاعتقاد الشائع لدى الأطباء ــ ولسنوات عديدة ــ أن سبب الشقيقة هو توسع في أوعية الدماغ، ولكننا نعلم الآن أن السبب الحقيقي هو شذوذات معيّنة في بعض المناطق من الدماغ. ويمكن أن نبسط الأمر فنقول: إن هنالك مركزاً ألمياً …. أو مولّداً لألم الشقيقة في الدماغ. وفي حال حصول العامل المحرّض للألم فإن الخلايا العصبية زائدة النشاط ترسل نبضات إلى الأوعية الدموية التي تتقلّص ثم تتمدد وتحرر بعض الوسائط الكيميائية مثل البروستاغلاندين والسيروتونين والمواد الالتهابية التي تسبب ألماً يرافق النبض الوعائي.


 


العوامل المحرّضة


إن هنالك العديد من العوامل التي تؤدي إلى بدء حصول الألم…. أي أنها ليست السبب في المرض، ولكنها محرضات لحصول الصداع في المصابين بالمرض. ومن أهم هذه العوامل العوامل العاطفية كالانزعاج والقلق والشدة. ذلك أن الشدة العاطفية تحرض إفراز بعض المواد الكيماوية العصبية التي تؤدي إلى بدء هجمات الصداع. ويضاف إلى ذلك أن بعض الناس مصابون بحساسية خاصة لبعض الأطعمة والمشروبات كالجبن وبعض المواد الحافظة الموجودة في اللحوم المعلّبة مثل النيترايت، وكذلك فإن الصداع يتم تحريضه عند بعض الناس من خلال تناول كميات زائدة من الكافين الموجود طبعاً في القهوة و الشاي والمشروبات الغازية. ويضاف إلى ذلك أن التوقف عن تناول الكافين عند الناس المعتادين على تناول كميات كبيرة منه قد يؤدي إلى الصداع أيضاً. ويذكر هنا أن الكافين يستخدم أحياناً في معالجة هجمات الشقيقة. وقد يحصل تحريض الهجمات في حال تغير الطقس والتعب الشديد وتغيّر نظام النوم. ونذكر هنا أن هنالك بعض الحالات المرضية التي تعتبر حالات مرافقة للشقيقة مثل الربو وارتفاع ضغط الدم والسكتة الدماغية واضطرابات النوم.


 


العامل الوراثي


سألتني الأم: هل هنالك دور للوراثة في حصول الشقيقة؟ قلت: نعم… إن حوالي 80% من الحالات لها أصل وراثي. فإذا كان أحد الوالدين مصاباً بالشقيقة فإن احتمال إصابة كل طفل من الأطفال هي 50% ، وفي حال إصابة الوالدين، فإن احتمال إصابة أي طفل ترتفع إلى 75% وهذه الأرقام ذات مدلول عالٍ تماماً.


النـَّسْمة


تصنف الشقيقة إلى نوعين: النوع الأوّل هو المترافق بالنسمة وهو ما يعرف بالشقيقة الكلاسيكية وهي تشكل حوالي 25% من مجمل حالات الشقيقة. والنوع الثاني هو غير المترافق بالنسمة وهو يسمى بالشقيقة الشائعة.


إن النسمة Aura هي عبارة عن علامة تحذيرية فيزيولوجية تنبئ بالحصول الوشيك للنوبة. وهي تحصل قبل النوبة بحوالي الساعة، وهي تستمر من 15 إلى 60 دقيقة. وهي قد تكون عبارة عن علامات كثيراً ما تكون بصرية مثل رؤية أضواء لامعة أو نقاط عمياء أو اضطراب البصر أو فقد البصر في الناحية الصدغية أو خطوط زكزاكية. وربما كانت النسمة سمعية كالطنين أو شمية كشم روائح غريبة أو ذوقية أو لمسية. وفي كثير من الأحيان فإن المريض لا يستطيع أن يصف الأعراض. 


 


كيف تعالج الشقيقة؟


قالت لي الأم بلهفة: إن جميع ما ذكرته مفيد، ولكنني لا أملك إلا أن أقاطعك بسؤال ملحّ.


 ــ  تفضلي.


 *  كيف يمكن أن نعالج الشقيقة؟ وهل هنالك من شفاء؟


 


 ــ  في واقع الأمر فإن الشقيقة من الأمراض التي لايوجد لها حتى الآن علاجٌ يؤدي إلى الشفاء.


 *  وهل يعني ذلك أنك لا يمكن أن تساعد ابنتي بأية معالجة؟


 ــ  أنا لم أقل هذا مطلقاً. بل إن هنالك الكثير من الأدوية التي يمكن بها أن نساعد ابنتك. ولكنني سأتكلم عن الأمر بشكل عام. الأمر الأول هو تجنب المحرّضات، فإذا كان المريض يصاب بالصداع حين يتناول الجبن فإن عليه أن يتجنبه وهكذا. هذا الأمر واضح  بالطبع. أما من جهة الأدوية فإن أهم الأدوية المستخدمة في معالجة الشقيقة هي بطبيعة الحال الأدوية المسكنة للألم. فالمشكلة ألمية بالدرجة الأولى. ونحن نستخدم المسكنات المعروفة مثل الآيبوبروفين و الأسيتامينوفين والأسبرين. ومن الأدوية الأخرى مضادات الغثيان حيث أنه من الأعراض المزعجة جداً. وهنالك أيضاً ما يدعى بالأدوية الإجهاضية، لأنها تجهض نوبة الشقيقة عندما تؤخذ في بدايتها، وهي تعمل بآلية تقبيض الأوعية. وهنالك أيضاً الأدوية الوقائية التي تؤخذ بانتظام لمنع حصول النوب. وهي تعطى لأولئك الذي تتكرر لديهم النوب لدرجة كبيرة.


 


 


هل من وقاية؟


سألتني الأم: وهل يمكن لنا أن نتجنب حدوث النوب دون تناول أدوية؟


 قلت: نعم… هنالك العديد من الإجراءات التي يمكن أن نبدأ بها مثل تجنب المحرضات كما ذكرت لكِ، والتحلي بالهدوء وتجنب حالات الشدة النفسية، وتناول الطعام بانتظام.


 *  وهل ستصف لابنتي بعض الأدوية؟


 ــ  نعم… بعض المسكنات.


 *  سأقوم بإعطائها لها ثم أبدأ رحلة الانتظار ومتابعة المجلات والصحف الرياضية.


ــ  ماذا تعنين؟


 *  في حال اكتشاف دواء يؤدي لشفاء الشقيقة فإن شركات الدواء لن تجد أشهر من كريم عبد الجبار ليعلن عن اكتشافها، فهو نجم مشهور ومصاب بالمرض… وبالتالي فأنا سأتابع منذ اليوم جميع تصريحاته الصحفية لعلّي أسمع منه هذا الخبر!!


 ــ  معكِ حق!!! وفي حال سمعتِ هذا الخبر فأرجو أن تسارعي للاتصال بي .


 *  لك هذا !


 

Close Menu