الأرق … طريقة جديدة لإحضار النوم الغائب!!

 


 


 


الأرق … طريقة جديدة لإحضار النوم الغائب!!


 


 


 


أطفأت الأنوار في غرفة نومي واضطجعتُ بعد يوم حافل بالعمل، ولم أكد أغفو لدقائق قليلة حتى علا رنين الهاتف الموجود بالقرب من سريري. على الخط الآخر سمعت صوت صديق لم أسمع منه منذ أشهر.


 


 قال لي: مساء الخير!


 


 قلت: أهلاً وسهلاً…. خيراً؟! هل حصل شيء؟


 


  * لا، ولكنني تذكرتُ حكمة قديمة تقول: (الصديق عند الضيق).


 


 ــ  تتصل بي في منتصف الليل لتخبرني بحكمة تذكرتها؟


 


  * لا، ولكنني بحاجة لمساعدتك.


 


 ــ  تفضّل.


 


 *  أنا مصابٌ الليلة بالقلق.


 


 ــ  القلق من ماذا؟


 


 *  لا أستطيع أن أنام.


 


  ــ إذاً فأنت تقصد الأرق!


 


*  دعنا الآن من خبرتك اللغوية. كيف أستطيع أن أنام؟  لقد تناولتُ الليلة قرصين منوّمين، وكذلك فعلت الليلة الماضية ولكنني مع ذلك لا أستطيع أن أنام. هل لديكَ حل لهذه المشكلة؟


 


 ــ  الأرق من أصعب المشاكل التي يعاني منها الناس، بل إن 20% من الناس في العالم الغربي يعانون منه وفقاً لآخر الإحصاءات.


 


 * لم أتصل بك لأسألك عن إحصاءات يا صديقي، بل لتجد لي حلاً لمشكلتي أنا.


 


 ــ  نعم. المعالجات التي تطرح في هذا المجال كثيرة منها أخذ حمام دافئ قبل النوم.


 


*  جربتُ هذا فلم يكن مفيداً.


 


ــ   ومنها تناول كأس من الحليب الدافئ أو من شراب الشوكولا الساخن.


 


*  وهذه لم تنفع.


 


 ــ  ومما يقترحونه أيضاً شرب كأس صغير من مغلي البابونج.


 


  * هذه كانت تنفعني في الماضي ولم تعد مجدية الآن.


 


 ــ  أما علماء الأعشاب فيقولون إن تناول الأوراق الخضراء للخس البري أو تناول ثمار نبات (الباشن) أو زهور الليمون أو نبات (الهيومولوس لوبوس) البريطانية قد تكون مفيدة.


 


 *  ومن أين آتي بهذا النباتات العجيبة التي تتكلّم عنها؟


 


 ــ  لا أدري! لماذا لا تتصل بــ (برو العطّار) لعله يستطيع أن يساعدك في الحصول عليها؟


 


 *  برو العطّار من يا أخي؟ ونحن نبعد عن بلادنا آلاف الأميال؟ أريد حلاً عاجلاً وعملياً بعيداً عن هذه الفلسفات التي تغرقني بها. لقد تعبت أعصابي من الأرق ولا بد أن لديك طريقة عاجلة تساعدني في هذا المجال.


 


ــ  إذا كانت لا تعجبك جميع هذه الوسائل التي ذكرتها لك، فلم يبق في جعبتي إلا طريقة واحدة نشرتها مجلة JAMA  الصادرة عن الجمعية الطبية الأمريكية، فإن كانت مفيدة فبها وإن فلم تنفع فإنني أنصحك بمراجعة أحد الأخصائيين بالنوم.


 


  * هاتها!!


 


 ــ الطريقة تقتضي أن تأخذ ثلاثة أنفاس متتالية، زفير عميق ثم شهيق عميق. (وسمعت صديقي يتنهّد وهو يحاول أن يجعل تنفسه عميقاً قدر الإمكان) ثم تابعت قائلاً:  وبعد هذا  تتوقف عن التنفس لأطول فترة تطيقها … لدقيقة أو دقيقتين أو قدر الإمكان. (وسمعت صديقي يحبس أنفاسه)  ثم قلت: ويجب أن تعيد هذه المناورة 5 إلى ست مرّات وهي تساعدك في النوم ، والأساس العلمي في هذا هي أنها تقوم بزيادة  مستوى ثاني أوكسيد الكربون في الدماغ  ومعروفٌ عن هذا أنه من محرّضات النوم. وأرجو أن يكون هذا التمرين مفيداً لك.


 


 ولم أسمع من صديقي أي جواب. قلت: هل تسمعني؟ وأتاني الجواب هنا، على شكل (شخير) ذي نغمة عالية! كم أنا سعيد الآن، صديقي يغط في نوم عميق…. فمن يساعدني أنا على العودة إلى النوم؟!


 


 


 

Close Menu