عن التصوير الديجيتالي
يجد الإنسان صعوبة كبيرة في تصنيف التصوير الديجتالي. هل هو فن؟ هل هو علم؟ هل هو مسحة جمالية ورؤية خاصة؟ أم هو نسيج من هذا كلّه؟
بطبيعة الحال، فنحن لا نتكلّم هنا عن التصوير بالكاميرات الديجتالية البسيطة أو المضغوطة ( Compact Digital Cameras) والتي تستعمل من قبل الهواة في المناسبات العامة وغيرها. بل عن التصوير بالكاميرات الديجيتالية التخصصية ذات العدسات المتبدّلة
(DSLR) ( Digital Single Lens Reflex Camera)
والتي يعتبر التعامل معها أكثر تعقيداً والنتائج فيها ذات مستوى عالٍ.
من النادر أن نجد فرعاً من فروع العلم يجمع المعرفة الفيزيائية، وعلم الضوء، وعلم الكمبيوتر، وعلم البصريّات، وفن اللون، إضافة إلى الذوق الجمالي الخاص في بوتقة واحدة كما هو الحال في التصوير الديجيتالي التخصصي.
إن الذي يتعامل مع هذا العلم اليوم يجد نفسه أمام مكتبة كبيرة لا بد من أن يطّلع عليها تحوي كتباً تتناول جميع هذه العلوم. وفوق هذا فإن هذا النمط من آلات التصوير لم يعد مجرّد كاميرا بقدر ما هو كمبيوتر متخصص بالتعامل مع الضوء، وبالتالي فإن كل كاميرا جديدة تحتاج إلى كتاب متخصص أو كتب متخصصة لتعلّمها.
لقد تضاعفت الاحتمالات كثيراً في هذه الآلات من خلال استخدام العدسات ذات القوّة العالية والتي تعتبر من معجزات الهندسة البصرية الحديثة. فأصبحت هنالك عدسات مقرّبة للأجسام البعيدة وعدسات مكبرة للأجسام الدقيقة، إضافة إلى النقاء الكبير في المنتجات الحديثة والدقة العالية التي تستخدم الكساء الكريستالي للمكوّنات الزجاجية للعدسات باستخدام تقنية (نانو) الدقيقة إضافة إلى العناصر التي تمنع تشتت الضياء ( Extra-low dispersion elements E.D.) . وحينما نتكلّم عن (العدسة) فإننا في الحقيقة نتحدث عن عدسات مركبة منها ماهو مؤلّف من 8 أو 10 أو 12 مكوّناً عدسياً للحصول على الصورة الصافية.
إن علم التصوير الديجيتالي أصبح في حقيقة الأمر بحراً لا حدود له وأصبحت نتائجه مذهلة فعلاً.