من أكثر المواد التي تباع في مراكز التغذية الصحية شهرة، غبار الطلع المستخرج من النحل Bee Pollen. إن النحل كما نعلم يقوم برحلات مستمرة إلى الأشجار والورود لجمع الرحيق، وخلال هذه الرحلات يساهم في تلقيح الأشجار من خلال نقل غبار الطلع العالق بالأوبار الموجودة على جسمه حيث لوحظ أن نسبة الثمر تزداد ازدياداً كبيراً في المزارع التي يكثر فيها النحل، ولهذا السبب تعمد بعض المزارع إلى استئجار خلايا النحل في الفترات التي يحصل أثناءها الإلقاح مما يزيد من الغلال في نهاية الموسم. وقد اكتشف العلماء منذ فترة طويلة الميزات الكبيرة التي تتمتع بها هذه المادة فقاموا بجمعها واستخدامها لأهداف كثيرة.
ومن اللافت للنظر أن الكثير من الرياضيين في كافة أنحاء العالم يديمون استخدام هذه المادة لدعم المقاومة في أجسادهم وطلباً للقوة والمناعة. ولعلّ من أهم الاستخدامات المعروفة لغبار طلع النحل مقاومة التحسس، وربما كان هذا هو أوّل الاستطبابات التي عرفت بها هذه المادة، إلاّ أن أهداف الاستخدام واسعة. فإن بعض العلماء يذكرون أن لغبار طلع النحل خاصية هامة وهي منح القوة الإضافية وزيادة قدرة تحمل الجسم. كما أن له القدرة على إنقاص تأثيرات الشدة والانزعاج ودعم الجهاز الهضمي.
ومن الاستخدامات التي انتشرت في الفترة الأخيرة إنقاص الوزن حيث ذكرت تأثيرات بهذا الشأن في بعض الأبحاث التي نشرت مؤخراً.وتذكر الدراسات الكيماوية الحيوية لغبار طلع النحل احتواءه على 22 حمضاً أمينياً مختلفاً، ومن المعروف أن الحموض الأمينية هي العناصر الأساس في بناء البروتينات التي تتشكل منها العضلات والكثير من الهرمونات والإنزيمات في الجسم، كما أن من المعروف أن للإنزيمات دوراً هاماً في العمليات الغدية والمناعية.
ومن الخصائص الأخرى التي ذكرت لغبار طلع النحل قدرته على تنظيف الجسم من الجذور الحرة المسببة للسرطانات والآفات القلبية، وبالتالي فإنه يعتبر من مضادات التأكسد شأنه في ذلك شأن الفيتامينات A و C و E.
وإذا كانت الكثير من الأبحاث قد ذكرت هذه الخصائص الهامة لهذه الدواء ــ الغذاء، فإن أبحاثاً أخرى تطلب من المستهلك أن يستخدمه بحذر، ومن عجيب الأمور أن التحذير يأتي من وجهة نظر التحسسية. فعلى الرغم من أن أحد أهم استخدامات هذا الدواء هو التخلص من التحسس فإن العلماء قد ذكروا أن بعض الناس يمكن أن يصابوا بالتحسس لهذه المادة، فإذا كان النحل يجمع أعدادا ًهائلة من أنواع متعددة من غبار الطلع فإن الأشخاص المصابين بالتحسس للأشجار وغبار طلعها قد يصابون بتفاعلات تحسسية قد تكون خطرة عند تناول هذه المادة.
وبناءً على هذه المعلومات المتناقضة ونظراً لعدم كفاية أبحاث السلامة الواردة في شأن غبار الطلع، وعلى الرغم من استخدام هذه المادة في أوربا لعشرات السنين، فإن وكالة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأمريكية لم توافق حتى الآن على تبني هذه المادة الدوائية الغذائية وهي لا تزال تعتبرها نوعاً من الأغذية لا الأدوية التي تحمل كفالة هذه الوكالة.
ولكن هذا لم يمنع الملايين من المستخدمين الذي يعتقدون بفائدة هذه المادة من استخدامها بشكل يومي ومنهم شخصيات شهيرة رياضية وسياسية. إن غبار طلع النحل ــ شأنه في ذلك شأن الكثير من المواد المشابهة ــ يستخدم بشكل واسع على الرغم من عدم وجود أبحاث نهائية كافية تبين فوائده وأضراره. ولعل الأبحاث القادمة تعطي أدلة أكثر وضوحاً وتضع حداً للجدل القائم بهذا الشأن.
