عشرة أطعمة تفيد الدماغ!!!
في غمرة الأدوية الكثيرة التي نتناولها يميناً وشمالاً، ربما ننسى شيئاً هاماً ما ينبغي بأي حال أن ننساه. الغذاء الصحيّ!
فإذا كان على الإنسان أن يقرأ بذكاء، وأن يدرس بذكاء، وأن يخطط حياته بذكاء، فإن عليه ألاّ ينسى أن يأكل بذكاء أيضاً! إن كثرة الأدوية الموجودة في (السوق الطبية) تجعل المرء ينسى أن الغذاء الصحي لا يزال أمراً أساسياً في حياة أي فرد. ونضيف إلى هذا أنه في حال اهتمام الناس ــ في عصرنا الحاضر ــ بالغذاء الصحي، فإن جل اهتمامهم مركز على تلك الأدوية المفيدة للقلب والشرايين، وهذا أمر هام تماماً بطبيعة الحال. ولكن الذي يجب أن نذكره هنا هو أن هنالك أغذية تفيد الدماغ أيضاً ومن المفيد أن نتعرّف عليها.
التوت الأزرق
التوت الأزرق أو ما يعرف بالإنكليزية بالــ Blue Berry . لقد أثبتت الدراسات التأثير الفائق لهذه الثمرة العجيبة. حيث أن الأبحاث أظهرت أنها تحمي الدماغ من التأثير المؤكسد المؤذي . وبالتالي فإنها تنقص حالات تردي الوظيفة الدماغية المرتبطة بالعمر مثل داء (ألزهايمر) والعته. ولقد تبيّن أن هذه الفاكهة تحسّن القدرة التعلّمية والمهارات الحركية في حيوانات التجربة. ويقترح الكثير من العلماء تناول مقدار كأس من التوت الأزرق كل يوم من ضمن النظام الغذائي لأي فرد.
سمك السلمون
إن أسماك المياه العميقة ــ مثل سمك السلمون ــ هي غنية بزيوت الأوميغا 3 وهي حموض دسمة أساسية بالغة الأهمية للجسم، وبالذات في عمل الدماغ. إن زيوت الأوميغا 3 تحوي إضافة إلى هذا مواد مضادة للالتهاب. وهنالك أنواع أخرى من الأسماك كالسردين والـ Herring وهي تحوي الخواص المفيدة نفسها. وينصح الأطباء بتناول 4 أونزة من هذه الأسماك مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
المكسرات والبذور
إن المكسرات (مثل البندق والجوز والكاشيو واللوز والفستق) والبذور (كبذر اليقطين وبذر البطيخ والسمسم بما فيها منتجه الشهير الطحينة) هي غنية بالفيتامين E. إن تناول هذا الفيتامين بمقادير كافية يؤدي إلى المحافظة لمدة أطول على القدرات الإدراكية مع تقدم العمر. وأما الكميات التي ينصح بها من هذه المواد فهي أونزة واحدة يومياً. وهي كافية للحصول على الحصة الملائمة من الفيتامين E. ولا ننسى أن المصادر الطبيعية لأي فيتامين هي المفضلة على الأقراص الدوائية لأنها تجمع المتعة والفائدة في آنٍ معاً.
الأفوكادو
إن الأفوكادو يعادل التوت الأزرق في تقويته لوظيفة الدماغ. وإذا كانت هذه الثمرة غنية بالشحوم، فإنها في واقع الأمر من الشحوم غير المشبعة وهي بالتالي تدعم الجريان الدموي، بما في ذلك الجريان الدموي الدماغي. ومن فوائد الأفوكادو أنه ينقص ضغط الدم. وبطبيعة الحال فيجب الانتباه إلى كمية الشحوم العالية في الأفوكادو (28 غراماً في الحبة المتوسطة) وبالتالي فلا بد من استخدامه بحساب وحكمة. وفي حال استعماله فيكفي تناول نصف حبة على شكل طبق إضافي مع مادة غذائية أخرى. ومن المعروف أن المطبخ المكسيكي يستخدم الأفوكادو في صلصته الشهيرة (غواكامولي).
الحبوب الكاملة
إن الحبوب الكاملة (غير المقشورة) مثل الشوفان والقمح والأرز هي جميعاً مفيدة في إنقاص احتمال الإصابة بالأمراض القلبية. وإذا علمنا أن كل عضو في الجسم يعتمد عملياً على الجريان الدموي، وإذا تذكرنا أن الدماغ ليس استثناءً لهذا، علمنا الفائدة العظمى التي يجنيها الدماغ من تناول هذه الأطعمة. إن نصف كأس من السيريال أو ثلاث شرائح من الخبز المصنوع من الحب الكامل غير المقشور يتم استخدامها يومياً هي كافية لحصول الجسم على حصته من هذه المواد المغذية.
البقول
إن كلاً من الفول والفاصولياء بأشكالها المختلفة والمتنوّعة هي أطعمة اقتصادية ومفيدة جداً للدماغ. إن الدماغ يعتمد على الغلوكوز كمصدر للطاقة. ولما كان الدماغ لا يستطيع أن يخزن الغلوكوز، فإنه يعتمد على السيولة المستمرة من الطاقة. وهذه الطاقة يمكن أن توفرها البقول للدماغ وبأفضل أشكالها. إن أياً من البقول يمكن أن يفي بالغرض، ولكن ربما كان أفضلها العدس واللوبياء.
عصير الرمّان
عندما نتكلّم عن الرمّان، فإننا في الحقيقة نصل إلى عنصر غذائي بالغ الأهمية جداً، ومغمور بين الناس. إن الكثير من الناس لا يعرفون الفوائد العظيمة التي يمكن جنيها من هذه الفاكهة السحرية، وإن كانت شعبيتها في ازدياد اليوم نتيجة لكثرة الأخبار السارة عن فوائدها. وعندما نقول عصير الرمان، فإننا لا نعني بالضرورة العصير، فبإمكان الإنسان أن يتناول الحبات الحاوية على البذور، وهي كثيرة جداً في الرمان كما نعلم، مما يجعل تناول العصير أمراً أكثر عملية من تناول الفاكهة ذاتها. إن الفائدة الكبرى للرمان تأتي من احتوائه على كميات كبيرة من مضادات التأكسد. ولقد تكلمنا كثيراً في هذه الزاوية عن التأكسد ومضادات التأكسد. وذكرنا أن التأكسد هو العامل الذي يؤدي إلى تأذي الخلايا في الجسم على العموم ويؤدي إلى هرمها وتلفها في النهاية، والعناصر المؤدية للتأكسد هي تلك التي ندعوها بالجذور الحرة. وبالتالي فإن التأكسد هو الذي يؤدي إلى أذية الخلايا المبطنة للشرايين الإكليلية للقلب مما يسبب حصول الاحتشاءات القلبية. وكذلك فهو يؤدي إلى التسرطن في الخلايا. وكل مادة مضادة للتأكسد تعاكس هذه الأعمال المؤذية.وإذا كانت جميع أعضاء الجسم وخلاياه تتأثر بالتأكسد، فإن أكثر هذه الأعضاء تأثراً ــ كما يجمع الأطباء ــ هو الدماغ. وهنا تبرز أهمية الرمان تجاه الدماغ. وقد يتخيّل البعض بعد قراءة هذه السطور أن على المرء أن يتناول كميات ضخمة من عصير الرمان كل يوم للحصول على هذا التأثيرالإيجابي، ولكن العلماء يقولون إن كمية 2 أونزة من عصير الرمان كل يوم كافية لجني هذه الفوائد المدهشة للرمان. فإذا كانت المحافظة على حيوية دماغك أمراً مهماً لك، فعليك بالمداومة على تناول هذه الفاكهة أو عصيرها.
الشاي
لقد تكلّمنا سابقاً عن دور الشاي الأخضر المعاكس للتأكسد والجذور الحرّة، وخصصنا مقالاً كاملاً منذ حوالي ثلاثة أعوام لهذا الموضوع. إن الفرق بين الشاي الأسود والشاي الأخضر هو في حقيقة الأمر في طريقة التحضير، وليس الشاي الأخضر ــ كما قد يظن البعض ــ نباتاً مختلفاً. ولكن في المناطق التي تكون الشمس فيها ساطعة كاليابان يسهل إنتاج الشاي الأخضر. أما في المناطق التي تكون الشمس فيها خفيفة ، كما هو الحال في مزارع الشاي في ماليزيا، فيتم إنتاج الشاي الأسود. فالشاي الأخضر يتم تحضيره من خلال التجفيف بالشمس وليس من خلال التخمير. وعلى الرغم من أن كلا النوعين مفيدان للدماغ، فإن فائدة الشاي الأخضر هي الأعلى كما هو معروف لدى جميع الأطباء وعلماء التغذية. وإضافة إلى غنى الشاي الأخضر بمضادات التأكسد (وأهمها الكاتيشين)، فإن احتواءه على كميات معتدلة من الكافين يساعد في تنشيط الدماغ أيضاً. ونذكر هنا أن الشاي المفيد هو الشاي المحضر حديثاً أكثر من ذلك المحضر على شكل مسحوق أو بودرة والذي يفقد بعضاً من مضادات التأكسد.
الشوكولا!!
نعم… الشوكولا التي ربما تتمتع بسمعة سيئة لدى الكثير من الناس باعتبارها أحد أسباب السمنة ــ وهذا صحيح طبعاً ــ لها وجه آخر ذو فوائد عظيمة. فإذا حافظنا على قاعدة الاعتدال، وهي أمر بالغ الأهمية في مختلف الأمور الصحية وخصوصاً الغذائية، فإن الشوكولا هي مادة ذات فائدة عظيمة للدماغ. فهي تدعم التركيز وتحث على إنتاج مواد تدعى (الإندورفينات) وهي تساعد على تحسين المزاج. إن نصف أونزة إلى أونزة واحدة من الشوكولا الغامقة كل يوم تكفي للحصول على الفائدة المطلوبة غذائياً من هذه المادة.
الختام
لعل هذا المقال السريع يلقي الضوء على مجموعة من الأغذية ذات الأهمية الكبرى للدماغ. وعلينا أن نذكر دائماً أن المعدة ليست هي العضو الوحيد الذي يتطلّب الأطعمة، فللدماغ أيضاً أطعمته المفيدة والمفضلة!