(كيوسيميا) حبوب إنقاص الوزن الجديدة
Qsymia
أسئلة عديدة جداً تلقيناها عن حبوب جديدة لإنقاص الوزن تباع الآن في صيدليات معيّنة لديها رخصة لبيعها. وعندما يتم إنتاج دواء جديد متعلّق خصوصاً بموضوع يعني الملايين من الناس مثل إنقاص الوزن، تبدأ الأسئلة بالتوارد إلى الأطباء في العيادات بحثاً عن جواب شافٍ. ما هي هذه الحبوب؟ ما هي آلية عملها؟ هل فوائدها مثبتة؟ وهل لها أضرار جانبية؟ نحاول في هذا المقال المقتضب أن نجيب عن هذه الأسئلة.
دواء جديد
منذ ثلاثة عشر عاماً لم تجرؤ شركة أدوية على طرح دواء جديد في الصيدليات لإنقاص الوزن. ونحن هنا نتكلّم بطبيعة الحال عن الأدوية الموصوفة التي لا يمكن الحصول عليها إلاّ بوصفة طبية وحصلت على موافقة منظة الغذاء والدواء FDA .ولهذا الأمر أسبابه وأهمها المشاكل والتأثيرات الجانبية التي نجمت عن أدوية سابقة تم طرحها في (سوق الريجيم) وأدّى ذلك إلى مشاكل قانونية عانت منها الشركات المنتجة. وقد منحت منظمة الغذاء والدواء موافقتها في شهر تمّوز الماضي على هذا الدواء الجديد الذي تم تقديمه من قبل شركة ( Vivus) . علماً بأن هنالك موافقة أخرى تم منحها من قبل المنظمة لدواء آخر لإنقاص الوزن هو (Belviq) ولن يصل للأسواق قبل عام 2013. ونذكر هنا أن هذين الدوائين يعملان بطريقتين مختلفتين. وسنخصص حديثنا اليوم عن (كيوسيميا) ولعلّنا نتحدث عن الدواء الآخر في مقال لاحق إن شاء الله.
رأي الخبراء
تقول الدكتورة (سو ديكوتيس) وهي أخصائية بطب إنقاص الوزن، إن هذا اليوم يعتبر خاصاً جداً لأولئك الذين تؤثر السمنة على حياتهم وتؤدي إلى تدهور صحتهم. وتشير إلى أن المختصين في هذا المجال يبحثون بشكل مستمر عن أدوات جديدة تعينهم في مهمتهم الصعبة. وتمارس الدكتورة (ديكوتيس) هذا الفرع من الطب في ضاحية مانهاتن بمدينة نيويورك. وهي تذكر أن دواءً كهذا ليس مخصصاً لأولئك الذين يريدون إنقاص 5 كيلوغرام من وزنهم مثلاً ، بل لأولئك الذين وصلت بهم البدانة إلى المعاناة الصحية وما ينجم عن هذا من مضاعفات وتأثيرات جانبية خطرة. إن أي دواء ــ سواء أدوية إنقاص الوزن أو غيرها ــ له تأثيرات جانبية… ولهذا لا يمكن الحصول على هذا النوع من الأدوية إلا من قبل الطبيب الذي سيقوم بطبيعة الحال بمتابعة وضع المريض ويبحث عن التأثيرات الجانبية ويقوم بمعالجتها عند الضرورة.
كيف يتم إنقاص الوزن؟
لعلّ قضية إنقاص الوزن من أصعب المشكلات التي يواجهها الطبيب والمريض. فهي تحتاج إلى أمرين قلّ أن يجتمعا معاً وهما المعرفة والإرادة.
الكثير من الناس يمتلكون إرادة إنقاص الوزن ولكنهم لا يعرفون كيف يقومون بهذا، وهنالك آخرون لديهم المعرفة ولكنهم لا يستطيعون السيطرة على رغبتهم بتناول الطعام والشراب. وهذا يجعل المهمة صعبة فعلاً. وتزداد هذه الصعوبة في الأطفال حيث لا يوجد ــ في كثير من الأحيان ــ حتى الإدراك لوجود مشكلة ناهيك عن المعرفة أو الإرادة. والمشكلة أن قضية السمنة هي عبارة عن دارة معيبة… السمنة تجعل التمارين صعبة ومؤلمة.. نقص التمارين يؤدي إلى زيادة السمنة.. زيادة السمنة تؤدي إلى الاكتئاب … وهذا الأخير كثيراً ما يزيد الشهية …. فتكتمل الحلقة المعيبة. إن نقص النجاح في محاولات سابقة للريجيم يؤدي إلى الإحباط الذي يؤدي إلى مفعول عكسي يزيد السمنة ويوجد شعوراً باللامبالاة لدى المريض تجاه زيادة وزنه. ومن هنا نشأت الضرورة لوجود (أدوات) تساعد المريض في مهمته هذه.
هل (كيوسيميا) مفيد؟
لقد أثبتت الدراسات فوائد هذا الدواء. حيث أن التجارب بيّنت أن المرضى ـــ خلال 52 أسبوعاً ــ من التجارب قد نقص 11 إلى 14% من وزنهم. وأهم النتائج تم الحصول عليها لدى أولئك المرضى الذين كانوا مهددين بحصول الداء السكري… حيث تم منع حصول المرض لديهم وأيضاً لدى السكريين الذين تمكنوا ــ من خلال هذا الدواء ــ من الاستغناء عن الكثير من أدويتهم التي كانوا يتناولونها بشكل يومي، وانخفض مستوى السكر الدموي لديهم بشكل ملحوظ. إن المرضى الذين شاركوا في التجارب السريرية على الدواء كانوا من أولئك الذين أصابهم الإرهاق والملل وحتى اليأس من خوض تجارب فاشلة لإنقاص الوزن مرات عديدة دون فوائد تذكر.
التأثيرات الجانبية
إن الموضوع الأكثر حساسية دائماً بالنسبة لأي دواء متعلّق بالريجيم هو التأثيرات الجانبية. والــ (كيوسيميا) له بعض التأثيرات الجانبية الهامة التي لا بد من الانتباه إليها من قبل الطبيب والمريض. الأمر الأوّل هو تشوّهات المواليد. وبالتالي فإن المرأة الحامل يجب أن تبتعد تماماً عن تناوله، كما أن أي امرأة في سن الإنجاب يجب أن يتم التأكد من أنها لن تحمل أثناء تناوله من خلال اتباع أساليب منع حمل مؤكدة. وبالإضافة إلى ذلك توجد تأثيرات أخرى مثل تسرّع القلب، والأفكار الانتحارية وأيضاً بعض المضاعفات العينية.
هذه التأثيرات المذكورة هي التي جعلت السلطات تحدد صرف هذا الدواء تحديداً بوصفة طبية لأن الطبيب سيناقش مع مريضه جميع هذه المشاكل الطبية وكيفية التعامل معها في حال حصولها. وبالتالي فلا يجب تناوله من قبل أشخاص آخرين غير الذين وُصف الدواء لهم.
هل تغني عن التمارين والريجيم؟
إن هذه الحبوب الجديدة لا تغني عن اتباع الوسائل المعروفة لإنقاص الوزن مثل إنقاص كميات الطعام والتمارين الرياضية. وما يفعله الدواء هو أنه يسهل مهمة المريض في إنقاص كمية الطعام التي يتناولها. ويذكر المرضى الذين خاضوا التجارب السريرية على الدواء أن شهيّتهم نقصت بفعله كما أن رغبتهم في تناول السكريات أصبحت أقل مما أدّى في بعضهم إلى نقص أسبوعي في الوزن كان يتراوح بين 2 إلى 3 باوند.
التكاليف
إن أغلب شركات التأمين الطبي لن تغطي تكاليف هذا الدواء… وبالتالي فإن معظم المرضى سيضطرون لدفع تكاليفه. وتتراوح التكلفة الشهرية بين 150 و250 دولاراً حسب الجرعة الموصى بها. كما أن علينا أن نذكر أن الاتفاقية المبرمة بين الشركة المنتجة ومنظمة الغذاء والدواء تنص على أن يقوم أطباء محددون خاضوا دورة تدريبية خاصة بهذا الدواء بوصفه دون غيرهم كما أن هنالك صيدليات محددة يمكنها أن تقدمه للمرضى من خلال طلب بريدي خاص.